أن التعافى من الادمان ليس لغزا,فبعد الامتناع عن التعاطى يمر المخ بعملية تكيف حيوى و هذه العملية تمثل تعافى الجسم من المواد الكيميائية التى كان يفرزها المخ بتأثير المواد الادمانية.من المهم للمدمن و الاهل فى بداية التعافى ان يتفهم الصعوبات الجسدية و الوجدانية التى قد يشعر بها.
ان الفترات الزمنية للمراحل الاتى ذكرها هى فترات تقريبية و تختلف من شخص لشخص و حسب طبيعة المادة المتعاطاه.
المرحلة الأولى: مرحلة الانسحاب الجسدى (من اسبوع الى اسبوعين)
فى الايام الاولى من الامتناع عن التعاطى يتعرض بعض الناس لاعراض صعبة و تعتمد شدة هذه الاعراض على كمية و نوع المادة و على مدى تكرارية تعاطيها.
بالنسبة لمدمنى الافيونات او المواد العلاجية و المنومات و المهدئات فان فترة(من 7 الى 10 ايام),و تكون الاعراض الانسحابية مؤلمة جسديا و قد تتطلب الحجز فى المستشفى و تلقى علاج دوائى.و من الضرورى وجود طبيب يتابع مرحلة الانسحاب عن قرب. و مع الاوجاع الجسدية فان الكثير يعانى من التوتر و مشاكل فى النوم و اكتئاب و صعوبة فى التركيز.ان اتمام عملية الانسحاب من المخدرات بنجاح خطوة هامة فى بداية التعافى.
اما مدمنى الخمور بكميات كبيرة فهم اكثر الناس عرضة للاعراض الشديدة و التى تشمل الغثيان و الشعور بالوهن و القلق و التوتر و الرعشة و صعوبة التركيز و مشاكل فى الذاكرة و اضطرابات فى النوم و التشنجات فى الحالات الشديدة.و هذه الاعراض غالبا تستمر لمدة 5 او 7 ايام و قد تستمر لعدة اسابيع.و لابد من الحجز فى المستشفى لتتم ازالة المادة الادمانية منهم بامان.
اما بالنسبة امتعاطى المواد المنشطة يكون الانسحاب مصحوبا باللهفة للمادة و الاكتئاب و الشعور بالضعف و الارق او زيادة فى النوم و زيادة الشهية و صعوبة التركيز.و بالرغم من ان متعاطى المواد المنشطة لا يعانون من الاعراض الجسدية بنفس الشدة التى تكون فى مدمنى الخمور الا ان الاعراض النفسية من لهفة للمادة و الاكتئاب تكون شديدة تماما كمثيلاتها فى مدمنى الخمور.و يفقد المرضى قدرتهم على التأقلم مع الضغوط و قد يعانون من التوتر.
مرحلة الامتناع المبكر(4 اسابيع بعد فترة الانسحاب):
– بالنسبة لمدمنى الافيونات او المواد العلاجية فان فى هذه الفترة يكون التعافى تدريجيا.و يكون التحسن البطىء فى الاعراض علامة على ان عملية التعافى مستمرة.
– و بالنسبة لمدمنى الخمور فان فترة الاسابيع الاربعة هذه تتميز بتعافى المخ.فبالرغم من انتهاء اعراض الانسحاب الجسدية فانه قد توجد أعراض مثل تشوش التفكير و ضعف التركيز و التوتر و القلق و عدم انتظام النوم.
– اما فى حالة مدمنى المواد المنشطة فان هذه الاسابيع الاربعة تسمى شهر العسل.فمعظم المدمنين يشعرون بالاستقرار خلال هذه الفترة و غالبا ما يشعرون أنهم قد شفوا تماما.و نتيجة لذلك فأن المرضى قد يمهاون العلاج او يتوقفوا عن المتابعة خلال هذه الفترة مما يعرض لخطورة الانتكاس.